الاسناد: رواه مسلم
الدرجة: صحيح
المصدر: صحيح مسلم، تأليف: مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت. إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام، تأليف: ابن دقيق العيد، الناشر: مطبعة السنة المحمدية، الطبعة: بدون طبعة وبدون تاريخ. توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة الطبعة: الخامِسَة، 1423هـ - 2003 م. فتح ذي الجلال والإكرام، شرح بلوغ المرام، تأليف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين، الناشر: المكتبة الإسلامية، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة. الشرح الممتع، تأليف: محمد بن صالح العثيمين، الناشر: دار ابن الجوزي، الطبعة: الأولى، 1422 - 1428هـ. تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، تحقيق: محمد صبحي بن حسن حلاق، الناشر: مكتبة الصحابة، الأمارات - مكتبة التابعين، القاهرة، الطبعة: العاشرة، 1426هـ- 2006 م.
التفسير
معنى الحديث: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كَبَّر في الصلاة" يعني: إذا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بتكبيرة الإحرام، وهي ركن لا تنعقد الصلاة إلا بها؛ "سَكَت هُنَيَّة قبل أن يقرأ" يعني: بعد أن يُكبِّر تكبيرة الإحرام: يسكت سكوتًا يسيرًا قبل أن يقرأ فاتحة الكتاب. "فقلت: يا رسول الله بِأبي أنت وأمِّي" أي: أفديك بأبي وأمِّي وأجعلهما فداءك فضلاً عن غيرهما. "أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْن التَّكبير والقِراءة، ما تقول؟" يعني: أخبرني عن سُكوتك بين تَكبيرة الإحرام والقِراءة ما تقول؟ "قال: أقول:" يعني: أقول دعاء الاستفتاح وهو. "اللّهُم بَاعِد بَيْنِي وبَيْنَ خَطاياي كما بَاعَدْت بين المَشْرِق والمغرب" والمعنى: أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربَّه أن يُباعد بينه وبَيْن خطاياه؛ كما باعد بَيْن المَشْرِق والمَغْرِب، والمراد بهذه المُبَاعدة: إما محو الخطايا السابقة، وترك المؤاخذة بها، وإما المنع من الوقوع فيها، والعِصمة منها، بالنسبة للآتية. والتعبير بالمُباعدة بَيْن المَشْرِق والمَغْرِب هو غاية ما يُبالغ فيه الناس، فالناس يبالغون في الشيئين المتباعدين إما بما بين السماء والأرض، وإما بما بين المشرق والمغرب. "اللَّهم نَقِّنِيَ من خطاياي كما يُنَقَّى الثوب الأبيض من الدَّنَس" يعني: أزل عني الخطايا، وامحها عني كما يُغسل الثوب الأبيض إذا أصابه الدَّنس فيرجع أبيض، وإنما خُصَّ الثوب الأبيض بالذِّكر؛ لأنَّ الوَسَخ يَظهر فيه، زيادة على ما يظهر في سَائر الألوان. "اللَّهم اغْسِلْنِي من خَطَاياي بالثَّلج والماء والبَرد" لما كانت الذُّنوب لها حرارة وحرقة في القلب، وهي سبب لحرارة العَذاب، ناسَب أن تُغسل بما يبردها ويُطفئ حرارتها، وهو الثَّلج والماء والبَرد. فهذا دعاء في غاية المُناسبة في هذا المقام الشريف، موقف المناجاة، لأن المصلى يتوجه إلى الله تعالى في أن يمحو ذنوبه وأن يبعد بينه وبينها إبعاداً لا يحصل معه لقاء، كما لا لقاء بَيْن المَشْرِق والمَغْرِب أبداً، وأن يزيل عنه الذنوب والخطايا ويُنقيه منها، كما يزال الوَسَخ من الثوب الأبيض الذي يظهر أثر الغُسل فيه، وأن يَغسله من خطاياه ويُبَرِّد لهِيبها وحرها بهذه المُنْقِيات الباردة: الماء، والثلج، والبَرد، وهذه تشبيهات في غاية المطابقة.