عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ».

الاسناد: رواه الترمذي وأحمد

الدرجة: صحيح

المصدر: سنن الترمذي (4/ 16) (2140). مسند أحمد (19/ 160) (12107). كنوز رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين (17/ 476). بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، لسليم الهلالي (2/ 567). نزهة المتقين، لمجموعة من الباحثين (2/ 1014). تطريز رياض الصالحين، لفيصل آل مبارك (ص808). شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين (6/ 41).

التفسير

كانَ أكثرُ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم سؤال الله الثّبات على الدين والطاعة، والبعد من الزيغ والضلال، فتعجَّب أنس بن مالك رضي الله عنه من إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الدعاء، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن القلوبَ بين أُصبعَينِ مِنْ أصابعِ اللهِ يُقَلِّبها كيف يشاء، فالقلب هو محطُّ الإيمان والكفر، وقد سمي القلب قلبًا لكثرة تقلُّبه؛ فهو أَشَدُّ انقِلابًا مِن القِدْرِ إِذا اجتمعَتْ غَلْيًا، فمن شاء الله أقام قلبه على الهدى، وثبته على الدين، ومن شاء الله صرف قلبه عن الهدى إلى الزيغ والضلال.