عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟» قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ».

الاسناد: رواه مسلم

الدرجة: صحيح

المصدر: صحيح مسلم (4/ 1997) (2581). بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، لسليم الهلالي (1/ 312). نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين (1/ 241). شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين (2/ 527).

التفسير

سَألَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابه: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا مال له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يوم القيامة من يأتي بأعمال صالحة من صلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وسبَّه، وقَذَفَ هذا في عرضه، وأكل مال هذا وجحده، وسَفَكَ دمَ هذا وظلمه، وضرب هذا وأهانه، فيعطى المظلوم من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يَقضيَ ما عليه من الحقوق والمظالم، أُخذ من ذنوب المظلوم فجُعلت في صحائف الظالم، ثم طُرح ورُمي في النار حيث لم يبقَ له حسنات.