الاسناد: رواه أبو داود والترمذي والنسائي في الكبرى وابن ماجه وأحمد
الدرجة: صحيح
المصدر: سنن أبي داود (6/ 5) (3855)، سنن الترمذي (3/ 561) (2038)، السنن الكبرى للنسائي (7/ 79) (7511)، سنن ابن ماجه (4/ 497) (3436)، مسند أحمد (30/ 394) (18453)، (30/ 398) (18455)، شرح سنن أبي داود لابن رسلان (15/ 540)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (36/ 144).
التفسير
قال أسامة بن شريك: جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه جالسون عنده بالسكون والوقار، ليس فيهم طيش ولا خفة حركة، خصوصًا في حضرة النبي صلى اللَّه عليه وسلم، فسلَّمتُ ثم قعدتُ، فجاء الأعراب يسألونه عن يمينه ويساره، فسألوه: يا رسول الله عليه الصلاة والسلام، هل نتداوى ونتعالج من الأمراض؟ فقال: تداووا، وهذا أمر إباحة، فإن الله عز وجل لم يخلق مرضًا إلا قدر له دواءً شافيًا، إلا مرضا واحدا، وهو الكبر والتقدم في السن. فالتداوي لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها اللَّه مقتضيات لمسبباتها قدرًا وشرعًا، وأن تعطيلها يقدح في التوكل، كما يقدح في الأمر، فمن تداوى ولم يجد الشفاء فليس ذلك لعدم وجود الدواء.