عَنْ ‌أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ ‌ابْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ‌وَلَا ‌نَعْبُدُ ‌إِلَّا إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» وَقَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ».

الاسناد: رواه مسلم

الدرجة: صحيح

المصدر: صحيح مسلم (1/ 415) (594). سبل السلام شرح بلوغ المرام، للصنعاني (1/ 293). كنوز رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين (17/ 61). نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، لمصطفى الخِن وغيره (2/ 973). بهجة الناظرين، لسليم الهلالي (2/ 499). مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، لعلي القاري (2/ 762). شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين (5/ 492).

التفسير

كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُهلِّلُ بعد تسليمِه من كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ بهذا الذكر العظيم، ومعناه: "لا إله إلا الله": يعني لا معبود بحق إلا الله. "وحده لا شريك له" أي: إنه لا مشارك له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته. "له الملك" أي: له الملك المُطْلَق العام الشامل الواسع، ملك السموات والأرض وما بينهما. "وله الحمد" أي: هو المُتصف بالكمال المطلق، المحمود بالكمال محبةً وتعظيمًا على كل حال، في السراء، وفي الضراء. "وهو على كل شيء قدير": فقُدرته كاملة وتامَّة من كل وجهٍ، لا يُعجزه شيءٌ، ولا يمتنع عليه أمرٌ من الأمور. "لا حول ولا قوة إلا بالله" أي: لا تَحَوُّل من حالٍ إلى حال، ومن معصية الله إلى طاعته، ولا قوة إلا بالله فهو المعين وعليه التُّكْلان. "لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه": تأكيد على معنى الألوهية ونفي الشرك، وأنه لا يستحق العبادة سواه. "له النعمة وله الفضل": فهو الذي يخلق النِّعَم ويملكها، ويتفضَّل بها على من يشاء من عباده. "وله الثناء الحسن": على ذاته وصفاته وأفعاله ونعمه، وعلى كل حال. "لا إله إلا الله، مخلصين له الدين": أي موحِّدين لا رياء ولا سمعة في طاعة الله. "ولو كره الكافرون"، أي: ثابتين على توحيد الله وعبادته ولو كره الكافرون.